Wednesday, 3 November 2010

فتـــح الى اين


تأملنا كثيرا في ثنايا استراتيجية التفاوض عندما اعلنت رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية ومن خلفها مركزية فتح وتنفيذية ( م. ت. ف ) موقفا بدا حازما ونافذا بالاعلان اكثر من مرة عن وقفها للتفاوض مع حكومة العدو ما لم يكن هناك وقفا كاملا لكافة الانشطة الاستيطانية

بل وتأملنا اكثر عندما تم التلميح بأمكانية حل السلطة الوطنية في حال استمرار الانشطة الاستيطانية والعودة الى اطار منظمة التحرير والمجلس الوطني وادارة الصراع انطلاقا من الثوابت الفلسطينية ذات الاجماع الفلسطيني وعلى هدى الميثاق الوطني واعادة تصويب البوصلة .

الامر الذي رأى فيه الكل الفلسطيني عودا على بدء واعادة الامور الى نصابها في ادارة وخيارات الصراع ولكن هذا الامل سرعان ما بدأ يتراجع مع التعنت الصهيوني والاعلان الفلسطيني بألقاء العهدة الى الحاضرة العربية التي فاجأتنا بدورها بسياسة المهل الشهرية والعشرية والقمرية كي لا نقول الابدية الامر الذي نال

اولا : تصفيقا حارا للجهد العربي من قبل الولايات المتحدة الراعي احادي الجانب .

ثانيا : افراطا في التعنت الصهيوني بوضع ملف يهودية الدولة على الطاولة قيد التنفيذ كشرط لتجميد مؤقت للانشطة الاستيطانية مقابل العودة الى التفاوض .

نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن ماهية وابعاد قرار يهودية دولة الكيان الغاصب الذي اقرته حكومة العدو ورفعته الى الكنيست لتقنينه في اطار استرتيجية المشروع الصهيوني ... ، لا ولكننا بكل بساطة ووضوح نقول اننا قد نتفهم شرط يهودية ( دولة اسرائيل ) مقابل شرط اسلامية دولة فلسطين ولكننا لا نستطيع ان نهضم ولا بأي شكل او منطق ان يكون شرطا مقابل تجميد مؤقت للانشطة الاستيطانية لغاية الجلوس على مائدة التفاوض .

واكاد اسمع الكل الفلسطيني يتسائل اذا تم تمرير هذا الامر فما هو الشرط التالي او التنازل التالي الذي ستطرحه حكومة العدو مقابل اعادة تجميد مؤقت للاستيطان او ربما تقليص عدد الحواجز في الضفة او السماح بمرور بعض المعونات والهبات

وربما يتسائل البعض عن الثمن الذي سندفعه مقابل استمرار توريد وصرف رواتب العاملين في اجهزة ومؤسسات السلطة وكثيرا من المواطنيين.

كنا وما زلنا نؤمن بأن حركة فتح باعتبارها رائدة المشروع الوطني ومفجرة الثورة الفلسطينية واستحقاق الهوية الوطنية هي حاملة وحامية هذا المشروع على طريق النصر والتحرير وتقرير المصير بعزة وكرامة

وكنا ولا نزال نؤمن بأن استراتيجية الحركة المنطلقة من مبادئها والمستندة الى اساليبها هي الاستراتيجية الاصوب والاقدر على تحقيق الاهداف وعلى رأسها تقرير المصير

ولكن وبعد سنوات الضياع وبعد الدخول في متاهة التفاوض والركض الى ابواب المجتمع الدولي والسلام الامريكي وصولا الى ضبابية الرؤية التي جعلت من المفاوضات هدفا وليس احد وسائل الصراع اننا نسأل وبالصوت العالي :

اين فتح حركة التحرير الوطني الفلسطيني واين استراتيجيتها في التعامل مع الواقع الفلسطيني والعربي

اين فتح وقوات العاصفة من التعامل مع العدو الصهيوني ...

اين ابناء الفتح ... ابناء ياسر عرفات من كل هذا

الم يحن الوقت .. لنا جميعا ممن رضعنا من فوهات البنادق .. لنتحرك يدا واحدة .. لاعادة الامور الى مسارها الصحيح .. وللفظ كل الطفيليات التي علقت بجسد حركتنا

وانها لثورة حتى النصر

0 comments:

Post a Comment